قابلت يوما جدتي
ناديتها.. ناجيتها
أأضعت يوما قبلتي..
مالي أرى المدينة
جدرانها دوما حزينة..
مالي أرى الأشجار
ثمارها صارت كئيبة..
مالي أرى الأزهار
لأحزانها صارت رهينة..
أأضعت يوما قبلتي
ناديتها ناجيتها .. جدتي
راودني شعور بالتعاسة
فطرقت باباً للسعادة..
وجدته مغلقا بشمع أحمر
وليس غير الحزن على فتحه أقدر..
فعدت أدراج الرياح
وخطاي تبحث عن إجابة..
أأضعت يوما قبلتي
ناديتها ناجيتها..جدتي
زرت يوما شواطئ الأمل
ورحت انتظر المغيب ..
فالفرح عن قلبي ارتحل
ورحت اسأل ما الغريب..
فما أجاب البحر من سأل
وعدت أمشي من جديد..
ولساني يسأل ما الغريب..
أأضعت يوما قبلتي
ناديتها .. ناجيتها .. جدتي
مالي أرى السماء
بأحزانها دوما مليئة..
جٌمعت بها كل السحاب
أمطارها دمعة يتيمة..
تروى بها أزهار الأمل
فتسقط أحلام ورديّة..
لأحزانها دوما وفيّة..
وقلبي يبحث عن مجيب
أأضعت يوما قبلتي
ناديتها ناجيتها.. جدتي
أحلامي صارت منسيّة
اشعاري باتت مرثيّة
بحبر اليأس صارت مرويّة
كلماتها.. ألوانها.. ألحانها.. كل ما فيها..
من رفع على حلمي قضيّة
من جعل من قلبي ضحيّة
حاكم ظالم .. أم شاهد زور يلقيها..
قلبي أسير تائه .. في دنيا حريريّة
خلف قضبان الأسى مدى الحياة هناك يقضيها..
أأضعت يوما قبلتي
ناديتها .. ناجيتها.. جدتي
اقتربت منها جدتي
فقبلت لي وجنتي..
وقالت لي : بنيّ .. هذه هي الدنيا بليّة..
ليس بها سعادة أبديّة
فلك ما قال رب البريّة
(يا أيتها النفس المطمئنة..
ارجعي الى ربك راضية مرضيّة
فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)
حينها عرفت منها وجهتي .. لله دوما ًجبهتي..
بصلاة وقيام لله أبدا قبلتي..
وصلاتي وسلامي على خير البريّة..
وإمام هدي البشريّة..
محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه خير التحيّة..
بقلم /أحمد عوض أبو الريش